من الطاولة المستديرة إلى مسك: كيف بدأ ١٥٠ معلمًا وقائدًا مبادرة وطنية إبداعية

في بداية هذه السنة عقدنا في جدة مؤتمرًا، اجتمع فيه أكثر من ١٥٠ معلمًا وقائدًا ومالك مدرسة، قد أتوا من أرجاء المملكة للتباحث في قضايا التعليم المحلي بشكل منهجي والخروج بتوصيات عملية. عادة مؤتمرات ولقاءات كهذه تواجه تشكيكًا في قدرتها على تحويل التوصيات إلى واقع، لكننا في “إمكان” كما يقول شعارنا “نجعله واقعًا” استطعنا بمعاونة الـ ١٥٠ مشاركًا أن نحول أحد الحلول المقترحة إلى برنامج وطني منفذ في غضون بضعة أشهر فقط.

 

قصة ما قبل القصة

 

خلال المؤتمر قمنا بجمع ملاك المدارس الأهلية والعالمية في طاولة مستديرة، ومن ثم قمنا بمناقشة جميع الموضوعات التي تم تناولها بشكل جماعي بين الـ ١٥٠ مشتركًا، اتفق الجميع على أولوية مشكلة شح أعداد معلمي مواد الـ ستيم (STEM)، إضافة إلى قلة كفاءة خريجي هذه التخصصات إن وجدوا، وهذه فعلًا أحد أهم الثغرات التي يعاني منها نظام التعليم لدينا، فبحسب إحصائيات وزارة التعليم يوجد نقص في أعداد معلمي العلوم والرياضيات، حيث لا يسعى الكثير من طلاب الجامعات إلى دراسة هذه التخصصات كما توضح الرسوم البيانية أدناه[1]

 

المدارس تعاني من قلة توفر معلمي مواد الـ ستيم

 

رسم بياني للمعلمين بحسب التخصصات - ستيم

 

في حين أن خريجي التعليم العالي قليلون في هذه التخصصات

 

رسم بياني لعدد المقبولين في التعليم العالي بحسب التخصص - ستيم

 

وبالتأكيد فإن قصورًا كهذا سيؤثر بشكل مباشر على مهارات طلاب المدارس في هذه المجالات، وهو ما نراه جليًا في مستوى أداء السعودية في اختبارات التيمس (TIMSS) والبيرلز (PIRLS).

 

ترتيب المملكة في اختبارات مواد ستيم مقارنة بالدول الأخرى[2]

 

رسم بيان لنتائج اختبارات وتيمس - ستيم

 

أضف إلى ذلك ثغرة أخرى هي عدم تأهيل الخريجين بالمهارات العملية المطلوبة، وهي نقطة دائمًا ما يشير إليها الكثير من قادة وملاك المدارس.

 

انطلاقًا من الحاجة الملحة لمعالجة هذه الثغرات، أتى الـ ١٥٠ مشاركًا بحل يقتضي وجود برنامج تدريبي مكثف يستهدف الخريجين المتميزين من تخصصات الـ ستيم ، التي تشمل مجالات العلوم والتقنية والرياضيات والهندسة، إضافة إلى خريجي دراسات اللغة الإنجليزية، حيث يخوضون من خلال البرنامج تجربة تدريبية ميدانية في المدارس السعودية بهدف بناء قدراتهم ورفع مستوى الكوادر التعليمية المحلية.

 

 

ما بعد الطاولة المستديرة

 

انتهى المؤتمر، وعاد الـ ١٥٠ مشتركًا إلى أعمالهم، وعدنا نحن بهذه الأفكار إلى “معملنا” حيث اشتغلنا على تطوير التوصية إلى برنامج متكامل مبني على استراتيجية واضحة وخطة عمل مفصلة، والآن، وبعد ٥ أشهر فقط من طرح الفكرة، أطلقنا بالشراكة مع مؤسسة مسك برنامج “تدرب”، الذي يشارك فيه حوالي ١٠٠ متدرب ومتدربة من أنحاء المملكة.

وحتى نوسع فاعلية البرنامج، لم نقتصر على اختيار الخريجين فقط، بل أتحنا الفرصة للمدارس الخاصة بالمشاركة عن طريق ترشيح أي من منسوبيها إذا انطبقت عليه شروط البرنامج.

لا شك أن برنامج “تدرب” يحقق أهدافًا مهمة على المستوى الوطني، مثل دعم قيادة الشباب، وتوفير مسارات وظيفية متعددة وبديلة للمساهمة في الحد من بطالة الشباب، وتعزيز التعليم والمهن ذات الصلة بالتعليم للخريجين، بالإضافة إلى تعزيز المشاركة المدنية، لكن هل ستجني المدارس الأهلية منفعة خاصة من خلال المشاركة في البرنامج؟

 

٨ عوائد للمدارس الأهلية

 

يمكّن برنامج “تدرب” المدارس الأهلية من تحقيق ٨ عوائد مباشرة إثر مشاركتهم:

  1. تلبية الطلب على المعلمين المتميزين في تخصصات العلوم والتقنية والهندسة والرياضات واللغة الإنجليزية.
  2. رفع جودة التعليم القائم على توجه ( ستيم ) واللغة الإنجليزية لدى حديثي التخرج.
  3. زيادة الإبداع والابتكار في التعليم الصفي.
  4. الإسهام في تحقيق نسبة السعودة المطلوبة.
  5. بناء قدرات قادة المدارس والمعلمين بطریقة إرشادیة فعالة.
  6. الارتباط بشبكة مهنية تضم نخبة من المدارس الأهلية.
  7. الإسهام المجتمعي في رفع جودة التعليم.
  8. الحصول على دورات مجانية في التطوير المهني مقدمة من قبل منصة “أعناب“.

 

لكن ما الفائدة التي سيجنيها المتدرب نفسه؟

 

المتدرب: الرابح الأكبر

 

ابتداء سيكتسب المتدرب مهارات عملية قابلة للتطبيق في مختلف المجالات لا مجال التعليم فقط، مثل المهارات القيادية، ومهارة عرض وتحليل البيانات، أضف إلى ذلك الحصول على راتب شهري أثناء فترة التدرب، كما أن المنتمين للبرنامج سيتم أخذهم بعين الاعتبار في فرص وظيفية مختلفة في المدارس الرائدة، ومؤسسة مسك، والوزارات، أو أحد الشركات الخاصة المتميزة، وبمجرد إنهاء البرنامج سيكون المتدرب عضوًا في شبكة مهنية للمحترفين، يحصل من خلالها على ميزات عديدة.

 

الرحلة

 

وحتى نتمكن من تحقيق هذه الأهداف والعوائد لجميع الأطراف، قمنا في “إمكان” بتصميم رحلة التدرب، التي تنقسم إلى ٣ مراحل: ١) ما قبل التدريب الميداني، حيث يتلقى المتدربون دورات تحضيرية تأهلهم لدخول المدارس، ٢) أثناء التدريب الميداني، حيث يشارك المتدربون في التدريس تحت إشراف مرشد خبير، كما يتلقون في الوقت ذاته تدريب كامبريدج للتطوير المهني (Cambridge Professional Development Qualification)، ٣) ما بعد التدريب الميداني، حيث يتلقى المتدربون دورات إضافية تتعلق بالقيادة وإدارة التغير، إلى جانب برامج التحضير للوظيفة التي تقدمها مسك ككتابة السير الذاتية، والتدريب على خوض المقابلات الشخصية.

 

المزيد من التفاصيل عن برنامج “تدرب” تجدها هنا

 

 

المصادر:

[1] قاعدة بيانات وزارة التعليم، البيانات تم تحليلها بواسطة بي سي جي

[2] TIMSS Grade 4 & 8 (2015) and PIRLS Grade 4 & 8 Achievement (2016); Arab Youth: missing educational foundations for a productive life, Brookings (2014)


 

ساعدت إمكان التعليمية أكثر من 60 مؤسسة تعليمية محلية ودولية من تحقيق التغيير المطلوب. فهل أنت مستعد للانضمام لقائمة عملائنا وتحقيق التحول المنشود لمؤسستك؟