قبل أن نسأل عن معدل البطالة علينا أن نناقش أولًا هذه الأسئلة الثلاثة

تعد قضية البطالة من أبرز الموضوعات التي تناقش في اجتماعات مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية عند صنع القرارات الوطنية المصيرية، لكن تحديات البطالة وتبعاتها الاقتصادية تبدأ بوادرها في عمر مبكر؛ قبل أن يلتحق المواطنون بسوق العمل، لذلك لا عجب في أن أحد مؤشرات الفقر التي يعتمدها البنك الدولي هي نسبة الأطفال القادرين على قراءة وفهم قصة بسيطة[١]، لذلك عند التطرق إلى الوضع الاقتصادي لا يمكننا أن نتجاهل طرح أسئلة كهذه:

 

1) ما مدى تمكّن أطفالنا من مهارات القراءة؟
2) ما مدى تمكّن أطفالنا من إتمام العمليات الحسابية؟
3) ما مدى تمكّن أطفالنا من فهم المسائل العلمية الأساسية؟

 

هذه الأسئلة الثلاثة ستقودنا إلى استنتاج واحد مهم: هل سيتمكن أطفالنا من مواكبة متطلبات الحياة وسوق العمل مستقبلًا؟ هذه الأسئلة يمكن أن تقاس عن طريق إقامة الاختبارات العالمية مثل بيزا (PISA)، إضافة إلى الاختبارات الوطنية كالتي أطلقتها مؤخرًا هيئة تقويم التعليم والتدريب بالتعاون مع مركز قياس[٢]، والتي جاءت نتائجها على النحو الآتي:

 

رسم بياني لنتائج الطلاب - تدوينة البطالة

 

نتائج الاختبارات الوطنية هذه كانت متوقعة من قبل المتابع لملف التعليم في المملكة، لكنها جاءت مربكة بل ربما صادمة للكثيرين، وهذا أمر غير مستغرب، فحتى وقت قريب لم تكن لدينا منظومة اختبارات وطنية سنوية، مما يعني عدم امتلاكنا أدوات قياس محلية تمكننا من تقييم إمكانيات طلابنا بشكل منهجي ودقيق خلال مراحل التعليم العام.

 

ما نطمح إليه هو أن تكون منظومة الاختبارات والتقييم مصممة بطريقة تربط أداء الطلاب بالمدارس والمعلمين

 

قرار تطبيق الاختبارات الوطنية بشكل سنوي هو خطوة مهمة ومحورية في تشكيل نهج استباقي يمكّننا من متابعة أداء طلابنا عن كثب، ورغم أن نموذج الاختبارات الوطنية الحالي قائم على قياس أداء الطلاب من خلال عينة تمثيلية كما هو موضح في منهجية هيئة التقويم، وهذه بالطبع طريقة ناجعة في الحصول على تصور واضح عن أداء جميع الطلاب في المملكة، لكن ما نطمح إليه هو أن تكون منظومة الاختبارات والتقييم مصممة بطريقة تربط أداء الطلاب بالمدارس والمعلمين، وهذا يمكن أن يتم عن طريق تطوير بنك أسئلة موحد لتستخدمه جميع المدارس عند إعداد اختباراتها النهائية، وبذلك نتمكن من الحصول على إحصائيات أكثر دقة على مستوى المناطق، والمدارس، والمعلمين، والطلاب، ففي نهاية المطاف كلما ركزنا الجهود على تقييم جودة أداء الطلاب بشكل أدق وأفضل في مراحل مبكرة، استطعنا تفادي أزمات اقتصادية مستقبلًا.

المصادر:

*مصدر صورة التدوينة إرم نيوز

[١] موقع البنك الدولي

[٢] مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية

تدوينات ذات صلة:

كيف تستطيع نظرية الساندويتش المساهمة في إصلاح التعليم في السعودية

عندما تتساءل المدارس: ما الأفضل لأطفالنا؟ تعليم أحادي أم ثنائي اللغة؟

 


 

ساعدت إمكان التعليمية أكثر من 60 مؤسسة تعليمية محلية ودولية من تحقيق التغيير المطلوب. فهل أنت مستعد للانضمام لقائمة عملائنا وتحقيق التحول المنشود لمؤسستك؟