25 أغسطس 2024
تعد إمكان التعليمية إحدى الشركات الاستشارية الرائدة في مجال التعليم في المملكة العربية السعودية، وتتمتع بخبرة تربو على 9 سنوات؛ لذا فقد ترسخ لديها اعتقاد بأهمية التعليم في مجالات التحول. واستنادًا إلى التوقعات التي تشير إلى وصول قيمة السوق العالمية للتعليم إلى 7 تريليون دولار بحلول عام 2025، تبدو مواكبة الاتجاهات العالمية أمرًا شديد الأهمية للمعلمين وأولياء الأمور والطلاب على حدٍ سواء.
يتناول هذا المقال الشامل أبرز 5 اتجاهات تعليمية في عام 2024 والأعوام القادمة، ويستكشف آثارها على مستقبل التعلم والقوى العاملة، مع التأكيد على الحاجة الماسة إلى التطوير المستمر للمهارات وإعادة التدريب.
برز التعليم المخصص بوصفه منهجية لتخصيص أساليب التعليم بما يلبي احتياجات واهتمامات كل طالب على حدة، كما أنه تحوّل إلى أداة مميزة لتعزيز نتائج التعلم. وقد كشفت الدراسات عن دور التعلم المخصص في تحسين مستوى تحصيل الطلاب بنسبة تصل إلى 25%. ويستند هذا الاتجاه إلى ظهور تقنيات التعلم التكيفي والمنصات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي وتستخدم الخوارزميات لتعديل تجربة التعلم بناءً على أداء كل طالب على حدة.
وتعد Knewton وهي إحدى المنصات الرائدة في مجال التعلم التكيفي أبرز مثال على هذا الاتجاه، حيث تستخدمها الجامعات والمدارس في مختلف أنحاء في العالم. ومن خلال تحليل بيانات الطلاب، تعمل Knewton على تخصيص مسارات التعلم، وتوفير أساليب ومواد تعليمية مركزة لتحسين نتائج التعلم. ومن شأن هذه المنهجية ضمان تلقي كل طالب ما يحتاجه من دعم وأساليب للتغلب على التحديات التي تواجهه لتحقيق التفوق.
يتطلب القرن الحادي والعشرين مجموعة جديدة من “مهارات المستقبل” التي لا غنى عنها لتحقيق النجاح بين القوى العاملة سريعة التطور. وتشمل هذه المهارات التفكير النقدي وحل المشكلات والإبداع والتعاون وتعزيز المعرفة الرقمية.
وتشير تقديرات المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن 85٪ من الوظائف التي ستكون موجودة في عام 2030 لم يتم ابتكارها بعد، مما يبيّن حاجتنا إلى تزويد المتعلمين بالمهارات اللازمة للنجاح في هذا المستقبل الذي يحيط به الغموض. كما يبذل أصحاب العمل جهودًا متزايدة من أجل توظيف مرشحين يمتلكون مهارات مستقبلية قوية.
أشارت تقارير “لينكد إن” إلى وجود ارتفاع بنسبة 57% في الطلب على العمال أصحاب مهارات التفكير النقدي منذ عام 2010، مما يؤكد الأهمية المتزايدة لهذه المهارات في سوق العمل. وتتيح مبادرات، مثل إطار عمل الشراكة من أجل مهارات القرن الحادي والعشرين، للمعلمين خريطة طريق لتطوير هذه المهارات الأساسية لدى الطلاب، وضمان استعدادهم للتعامل مع التحديات والفرص المستقبلية.
يُعد التعليم المزدوج منهجية استراتيجية تجمع بين أسلوبي التعلم عبر الإنترنت والتعلم التقليدي، في تجربة تعليمية مرنة وجذابة. وكشفت الدراسات عن دور التعليم المزدوج في تحسين نتائج الطلاب بنسبة تصل إلى 30%. ويستند هذا التوجه التعليمي إلى ارتفاع شعبية منصات التعلم عبر الإنترنت والفصول المدرسية الافتراضية، حيث سجل أكثر من 6 ملايين طالب في الولايات المتحدة وحدها في دورة واحدة على الأقل عبر الإنترنت في عام 2020.
ويستخدم نموذج الفصل المدرسي المقلوب، وهو إحدى المنهجيات المعروفة في التعليم المزدوج، مقاطع فيديو عبر الإنترنت لتقديم محاضرات خارج وقت الفصل المدرسي، مما يوفر الوقت الثمين للأنشطة التفاعلية والمناقشات والدعم الشخصي في الفصل المدرسي. ويتناول هذا النموذج بفعالية أنماط التعلم المتنوعة واحتياجات الطلاب، ويعزز الفهم والمشاركة المتعمقة.
تكتسب شهادات الاعتماد المصغّرة والمؤهلات التراكمية قوة جذب بصفتها أدوات قيمة للمتعلمين وأصحاب العمل على حد سواء. وتعد شهادات الاعتماد المصغرة شهادات محددة يمكن الحصول عليها في وقت قصير، بينما تتيح المؤهلات التراكمية للمتعلمين الاعتماد على شهاداتهم ومؤهلاتهم بمرور الوقت، وإظهار مهاراتهم ومعارفهم بشكل تدريجي.
ارتفع عدد شهادات الاعتماد المصغرة التي تقدمها مؤسسات التعليم العالي بنسبة 70٪ منذ عام 2016، مما يشير إلى الاعتراف المتزايد بقيمتها. وتتيح منصات مثل “كريدلي” (Credly)، المنصة الرائدة في مجال شهادات الاعتماد المصغرة، للمتعلمين الحصول على الشهادات الرقمية ومشاركتها، وعرض خبراتهم لأصحاب العمل المحتملين.
أشارت تقارير “لينكد إن” إلى ارتفاع وتيرة بحث أصحاب العمل عن مرشحين يحملون شهادات اعتماد مصغرة ويمتلكون مؤهلات تراكمية، ما يتيح لهم الربط بين قيمتهم العملية وامتلاكهم لمهارات ومعارف محددة.
لا يزال وصول الجميع إلى مستويات التعليم الجيد بصورة عادلة يشكل تحديًا كبيرًا. وهنا تبرز أهمية المبادرات التي تستهدف سد الفجوة الرقمية وتوفير فرص التعلم للمجتمعات المحرومة، غير أن عدد الأطفال والشباب غير الحاصلين على التعليم في جميع أنحاء العالم لا يزال 260 مليون طفل وشاب. وتبذل الشراكة العالمية من أجل التعليم، المنظمة الرائدة والمخصصة لخدمة هذه القضية، جهودًا حثيثة لضمان حصول كل طفل على مستوى جيد من التعليم.
وتؤدي التقنية دورًا رئيسيًا في تعزيز التعليم الشامل والمتاح للجميع. وتتيح التقنيات المساعدة، مثل برامج تحويل النص إلى كلام وقارئات الشاشة، للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة الوصول إلى التعليم والمشاركة الكاملة في عملية التعلم. وقد زاد عدد الأشخاص القادرين على الوصول إلى الإنترنت بشكل كبير، من مليار شخص في عام 2000 إلى أكثر من 5 مليار في عام 2022، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعلم والمشاركة.
تسهم وتيرة التغيير المتسارعة للتقنية في تحول سوق العمل بمعدلات غير مسبوقة، ويتوقع معهد ماكنزي العالمي أن أكثر من 50% من الوظائف اليوم ستصبح مؤتمتة بحلول عام 2030، مما يستلزم تحول التركيز نحو المهارات الجديدة والناشئة. ويواصل أصحاب العمل بحثهم النشط عن مرشحين يمتلكون خبرة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والأمن السيبراني، حيث أشار موقع “لينكد إن” إلى ارتفاع 74% في الطلب على مهارات الذكاء الاصطناعي منذ عام 2017.
لم يعد التعلم والتطوير المستمر اختياريًا بل أمرًا ضروريًا لكل من الأفراد والمؤسسات. ويؤكد المنتدى الاقتصادي العالمي مدى أهمية التعلم مدى الحياة للنجاح وفق متطلبات القرن الحادي والعشرين، وسيحتاج الأفراد إلى إعادة التدريب أو تحسين المهارات مرة واحدة على الأقل كل خمس سنوات للحفاظ على قدرتهم على المنافسة في سوق العمل الآخذة في التطور. وتدرك إمكان التعليمية هذه الحاجة، وتقدم مجموعة متنوعة من برامج الارتقاء بمستوى المهارات وإعادة التدريب لمساعدة الأفراد على التكيف مع المتطلبات المتغيرة للقوى العاملة والازدهار في مواجهة التطورات التقنية الهائلة.
تقدم أهم خمس اتجاهات تعليمية في عام 2024 وما بعده لمحة عن المشهد التعليمي الآخذ في التطور، حيث يتشكل مستقبل التعلم من التعلم الشخصي، واكتساب مهارات القرن الحادي والعشرين، والتعلم المزدوج، وشهادات الاعتماد المصغرة، والتركيز على المساواة والوصول إلى التعليم. ويعد تعزيز المهارات وإعادة التدريب المستمر أمرًا بالغ الأهمية للأفراد والمؤسسات للسير في هذه البيئة المتغيرة وضمان النجاح في السنوات القادمة.
تعد إمكان التعليمية إحدى الشركات الاستشارية الرائدة في مجال التعليم في المملكة، لذا فإنها ملتزمة بدعم المعلمين وأولياء الأمور والطلاب في تبني هذه الاتجاهات وتشكيل مستقبل أكثر إشراقًا للتعليم. كما نسعى جاهدين لتطبيق هذه الاتجاهات في عملنا مع جميع أنواع العملاء، وتزويدهم بالخبرة والرؤى والتوجيه الاستراتيجي اللازم لمواكبة المشهد التعليمي الآخذ في التطور وخلق تجارب تعليمية مؤثرة للجميع. مؤسسة إمكان التعليمية قادرة على تحقيق الحلم!
المراجع: