دعم تطوير الثروة التعليمية: مؤتمر إمكان السنوي للمدارس ٢٠٢٢

إيمانا منا بأهمية توعية قطاع التعليم والعاملين فيه، ودعم مجتمعات التعلم المهني في هذا المجال، حرصنا في إمكان التعليمية منذ عام 2019 على تنظيم وتقديم مؤتمر امكان السنوي للمدارس.

سعينا ولمدة الأربع سنوات الماضية من خلال المؤتمر لتنمية مفاهيم العملية التعليمية بالتزامن مع المجريات المستجدة في العالم العصري. عملنا على ذلك من خلال تقديم ندوات وحوارات وورش عمل باللغتين العربية والإنجليزية مع نخبة من المحاضرين والأكاديميين والمختصين من المملكة وخارجها. استطعنا ولله الحمد خلال هذه السنوات استقطاب المهتمين بالمجال التعليمي من خبراء وباحثين وطلاب الدراسات العليا، ومسؤولي التعليم الحكوميين والقيادات التعليمية، والمستثمرين، والمعلمين والمدراء والقادة وملاك المدارس.

 

ثروة يتشاركها الطلاب والمعلمين والقادة

ركز المؤتمر هذا العام على موضوع” الثروة التعليمية“و شمل ذلك كل ما يخص تطوير العملية التعليمة و تصوراتنا عنها، من خلال بناء القدرات والإمكانيات المرتبطة بالتعليم المبني على المهارات، والحوار حول القيادة والسياسات التعليمية وخدمات التربية الخاصة وفرص الاستثمار الممكنة.

 
ارتأينا أن تشمل ضمن هذا العنوان جميع مكونات العملية التعليمية من طلاب ومعلمين وقادة لأنهم هم الثروة الحقيقة للتعليم. كما حرصنا على توسعة حلقة النقاش تطرق إلى محاور ذات مساهمة جوهرية في إثراء التجربة التربوية وضمان سلاسة وتناغم ونمو هذا القطاع وتسخير ثرواته البشرية والأكاديمية والتنظيمية.

 
شمل مؤتمر إمكان السنوي ٢٠٢٢ عددًا من الجلسات والورشات والحوارات المتنوعة لمشاركة الخبرات والدروس والتوصيات وأفضل الممارسات المتعلقة بموضوع المؤتمر “الثورة التعليمية”. استضاف المؤتمر هذا العام ٣٣ متحدثًا متخصصًا، وشهد ٨ جلسات حوارية، و٨ ورش عمل، و٣ محاضرات، تم تقديمها لحوالي ٢٣٠٠ مشاركًا عن بعد.

 
تفرعت جلسات المؤتمر حول مواضيع متخصصة في تطوير التعليم القائم على مهارات الطلاب، ومراعاة الجوانب النفسية والعاطفية للطلاب والآباء، وبناء قدرات المعلمين لتلبية احتياجات الطلاب في بيئات التعلم المتجددة، وبناء قدرات قيادة المدارس للتعامل مع التحديات المفاجئة، وبناء بنية تحتية رقمية للمدارس، وتوفير الفرص الاستثمارية التعليمية في المملكة.

 
تخصصت عدة جلسات في المؤتمر للنظر في تطوير المدارس وخاصة في مرحلة ما بعد الجائحة، إضافة إلى مناقشة وسائل التعليم الرقمي وضمان فعالية العملية التعليمية. تحدث كل من الأستاذة أريج عالية والدكتور جاد النجار من شركة يونيسف في خصائص المعلم الرقمي وأدواته، وكيفية الربط بين المهارات المبتكرة للقرن الواحد والعشرين والمهارات الرقمية، وتطرق إلى كيفية الوصول لتصنيف مدرسة رقمية، وأهمية معايير تقييم التقنية في المدارس . أما المهندس محمد المدني، هو المؤسس و المدير التنفيذي لشركة كلاسيرا، فقد قدم محاضرة تناولت أثر وتوابع الانتقال للتعليم الرقمي بعد الجائحة حول العالم  وضمن ورش العمل التي تستهدف المعلمين، قدمت الأستاذتان فاطمة ناغي، من  أكاديمية نهضة، ورولا سعيد من أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين  ورشة عمل استعرضت أثر الجائحة على دور المعلم وبحثت في كيفية تمكينه وتدريبه من غرفته الصفية وفي مدرسته كي يواجه المستجدات الرقمية ويضمن استمرارية العملية التعليمية  فيما ناقشت ورشة العمل التي قدمتها الدكتورة لميس باعويضان من جامعة دار الحكمة مبادئ وتعليمات ومخرجات التعليم الفعال، نظرًا لتطور العديد من الطرق التعليمية المبنية على قياس العوامل المؤثرة في العملية التعليمية، كما سلطت الضوء على الطرق التعليمية المبنية على الأدلة والمصممة لتلبية مختلف احتياجات الطلاب.

 

ثروة الطلاب تصوغ تجربتهم التعليمية

كان للطلاب حضور لافت في المؤتمر بشكل فعلي وعلى مستوى الجلسات المعنية بشؤونهم، فقد تم تقديم فرصة مباشرة للطلاب لمشاركة وجهة نظرهم، ضمن جلسة حوارية مع الطلاب في المرحلة الجامعية بقيادة غالية زيني وصبا عبد الجابر وليلى تلميساني وعبد الله الشعيبي، حيث نظروا إلى جوانب مختلفة للتجربة التعليمية والتحديات التي تعيق تعلمهم، مناقشين استراتيجيات لدعم نموهم و خاصة في المرحلة الانتقالية من الثانوية العامة إلى الجامعة ما بعد الجائحة.

 
كما تحدثت الأستاذة منى شيرياك من هيئة كامبريدج للمؤهلات الدولية في الجلسة الحوارية عن جهود الأنظمة التعليمية لإعداد اليافعين للحياة في المجتمع ما بعد المدرسة، محددة معايير النجاح في القرن الحالي، إضافة إلى الكفاءات المطلوبة للتقدم في الحياة وتحقيق النجاح.

 
و فيما يخص المعلمين بهذا الموضوع، فقد قدمت الأستاذة مروة بكيرات من أكاديمية الملكة رانيا للتدريب ورشة عمل تضمنت استراتيجيات تدريس وتعليم مختلفة لتضمين الاستفسار وإثارة الفضول، بهدف مساعدة الطلاب في بناء مهارة التفكير النقدي. فيما قدم الأستاذ محمد جميلي  ورشة عمل استكشف فيها مختلف جوانب المخزون المعلوماتي للطلاب، والتي يمكن تسخيرها لزيادة فاعلية ووضوح النمو والتعلم.

 

قيادة فعالة مشهد تعليمي متجدد

برزت الشؤون القيادية كأحد أهم محاور المؤتمر التي نالت مساحة من الحوار والبحث والعمل، بدءًا بجلسة حوارية مع

 
أ.شكيل سعيد من شركة تدريس القابضة وإيڤان مارتينيز من مجموعة SEK التعليمية ، حاورهم خبير العقارات المدرسية مارك رايدر، حيث شاركوا خبراتهم وتجاربهم في السوق السعودية كمشغل مدارس دولية، كما تطرقوا للفرص المتاحة والاحتياجات والقوانين والسياسات المطبقة حاليًا في السوق السعودي التعليمي، فيما بحثت الأساتذة نورا العجمي المدير التنفيذي لشركة الكفاح التعليمية  والأستاذ محمد الخضير المدير التنفيذي للشركة الوطنية للتربية و التعليم والمهندس يوسف الخريجي مالك مدارس الأندلس  في أبرز معالم التعليم الأهلي والأجنبي ودورهما في تطوير جودة القطاع التعليمي وتحقيق برامج الرؤية ومن خلال عضويتهم في اللجنة الوطنية للتعليم الأهلي في إتحاد الغرف السعودية.

 
كما كان مشغلي المدارس العالميين حاضرين ضمن هذا المحور وضمن جلسة مع أنيتا جليف من مدارس تشاتسوورث ومدارس بلينهايم، ودانة قورا من شركة معارف للتعليم و التدريب وجيمي لارج من مدرسة أردينلاي البريطانية، حيث ناقشوا التحديات الكبيرة التي تواجهها المدارس العالمية في الأوقات الحرجة، مستعرضين دراسات حالة للمدارس العالمية في السياق السعودي، مع التركيز على كيفية صقل وتطوير المهارات المهنية للأجيال الحالية والأجيال القادمة. أما الدكتورة سناء الرياحي من أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين فقد شاركت بورشة عمل لإعداد القادة للأوقات الطارئة والأزمات المختلفة، مستعرضة احتياجاتهم التي تمكنهم من العمل بكفاءة تحت كل الظروف.

 

رسم سياسات تعليمية حيوية

سلط المؤتمر الضوء أيضًا على أهمية السياسات الداخلية التي ترسمها المؤسسات التعليمية ودورها في دفع عملية التعليم، حيث ناقشت الدكتورة نادية طيبة من جامعة الملك عبدالعزيز- مستشارة علمية للبنك الدولي والدكتورة عزة السبيعي من  هيئة تقويم التعليم و التدريب واقع التقييم لأداء المدارس والمعلمين، وتحديد الآليات لرفع مستويات الطلاب، والتحديات التي تحملها عملية التقييم في المملكة العربية السعودية.

 
ومن ناحية أخرى، استعرض الأستاذ كارل كوتت من معارف للتعليم والتدريب في جلسته إدارة دورة وضع السياسات لقادة المدارس داخل المدرسة وخارجها بصفتها تجسيدًا لرؤية المدرسة ورسالتها، مناقشًا بناء السياسات خطوة بخطوة، ومركزًا على إمكانية تحقيقها عن طريق الإدارة الفعالة فريق متعاون.

 

الأمن والسلامة في البيئة المدرسية

لم يغفل المؤتمر عن أهمية اعتبارات الصحة الجسدية والنفسية وتبعاتها على كل الأفراد في القطاع التعليمي، عبر محاضرة قدمها المهندس فارس الخليلي من هيئة السلامة – الشركة الوطنية للتربية و التعليم ، والتي تضمنت مفاهيم أساسية للسلامة والصحة والأمن في المدارس، ونصائح بتطبيق الإجراءات الاحترازية خلال العودة للمدارس بشكل حضوري، وبنود هامة للمستثمرين عند إنشاء مبانٍ تعليمية وغيرها، فيما ناقشت الدكتورة هبة حريري خلال ورشة عمل “التعريف بمفهوم الأمن النفسي في البيئة المدرسية” للمعلم والطالب والكادر الإداري وأولياء الأمور مهارات الأمن النفسي للطلاب و قدمت أمثلة عملية في تطبيقه.

 

دور الفنون والرياضة في بناء شخصيات الطلاب

للمساقات الإبداعية تأثير ملموس وطويل الأمد على قدرات الطلاب وإدراكهم. و لذلك خصص المؤتمر جلسة حوارية مع الخبراء آنا سالامان، و أندرو فوكس، و روزي ليستر، تطرقت إلى أهمية دمج الإبداع التطبيقي مع التربية الفنية، داعية للاطلاع بالأبحاث لدراسة العلاقة بينهما، ومساهمة تدريس الفنون في تمكين الطلاب من تطوير إبداعهم، والمناهج المشتركة لتدريس المجالين، وتأثيرهما على مهارات الطلاب.

 
أما الأستاذة رائدة القطي، فقد تناولت في جلستها الأسس النفسية التي تقوم على النشاط الموسيقي، وأبعاد تنمية المهارات الموسيقية وتأثيرها على سلوك الأطفال، وأنواع الأنشطة الموسيقية الممكنة.

 
وفي سياق التربية البدنية، ناقش الدكتور علي الجفري من جامعة جدة .مفاهيم متعددة عن التربية البدنية والرياضة المدرسية، والعوامل الرئيسية التي تحقق التطوير الشخصي للطلاب عبر الرياضة، والتحديات التي تواجه المعلمين والقائمين على البرامج الرياضية في المدارس.

 
كما ترون فقد تقاطعت عدة مجالات وخبرات ضمن مؤتمر إمكان السنوي ٢٠٢٢ ، والذي اختتمناه بروح متفائلة وخطوات طموحة، واضعين نصب أعيننا الاستفادة القصوى من الخبرات القيّمة والدراسات المتعمقة والنقاشات المثيرة. كل ذلك لم يكن ممكنا بدون ثقة ودعم رعاة المؤتمر وشركاؤنا وحضورنا الكرام. فشكرا لكم!

 
لمزيد من المعلومات و مشاهدة محاضرات المؤتمر يمكنكم زيارة صفحة المؤتمر على الرابط:
http://emkaneducation.com/ar/esc2022


المصادر:

[1] مؤتمر إمكان السنوي للمدارس ٢٠٢٢

[2] تحميل كتيّب المؤتمر

[3] الأسئلة الشائعة


 

ساعدت إمكان التعليمية أكثر من 60 مؤسسة تعليمية محلية ودولية من تحقيق التغيير المطلوب. فهل أنت مستعد للانضمام لقائمة عملائنا وتحقيق التحول المنشود لمؤسستك؟